مراحل التصميم المعماري


*التصميم المعماري و مراحله المختلفة


أولاً- ماهية التصميم المعماري و أهدافه:

إن العمارة كالفنون الأخرى تفاعل خلاق يتسم بخصائص محددة وملامح أساسية مميزة . فعند تشييد أي مبنى لا بد أن يمر عبر مرحلتين أساسيتين 
--> مرحلة الدراسة ووضع التصاميم . 
-->مرحلة البناء والتنفيذ . 
في المرحلة الأولى يتم من خلالها التالي:-
- تحديد معطيات التصميم و يوضع البرنامج الوظائفي للمشروع .
- ثم يتم وضع عدة احتمالات( تصميمية و تكوينية) أولية ممكنة تختار منها الاحتمالات المميزة الأكثر ملائمة
- يتم بعد ذلك إعداد الدراسة التنفيذية للتصميم الذي وقع عليه الاختيار , مع مايلزم من تفاصيل , بالإضافة إلى الدراسات الإنشائية و الاختصاصية الأخرى.

في المرحلة الثانية : يتم تنفيذ المبنى على أساس المخططات و التصاميم التنفيذية التي تم اعتمادها في المرحلة السابقة وذلك وفق مواصفات ومعايير معمارية وإنشائية عالية الدقة وخلال مدة تنفيذ محددة ترتبط كل من مرحلتي الدراسة و التصميم ارتباطاً وثيقاً ببعضهما فلا يمكن تشييد أي مبنى مهما كان صغيراً دون إعداد ودراسة وبالمقابل فإن المخططات والتصاميم لا تعكس أي قيمة مادية ما لم تترجم على واقع مادي ومعماري ملموس من خلال التنفيذ مما تقدم يتبين لنا أن الهدف الأساسي والوظيفة الأساسية للتصميم المعماري هو وضع مخططات لمبنى أو مجموعة مباني
- على أن تراعي الناحيتين الوظيفية و الجمالية .
- وأن تستند إلى معادلات ومعايير عمرانية ومعمارية معتمدة.
- وأن تقوم على اختيار سليم لمواد البناء و أساليب الإنشاء و ذلك من خلال تصور واضح لكلفة الأعمال اللازمة لإقامة المبنى أو مجموعة المباني .
يختلف التصميم المعماري عن المجالات التصميمية والهندسية الأخرى بخصائص وعوامل محددة تتمثل في :
1- اختلاف الموضوع التصميمي و اختلاف طبيعة الاهتمامات الناجمة عن ذلك حيث تطال مواضيع التصميم المعماري واسع المجال للنشاط المعماري والعمراني بدءاً من المفردة المعمارية ( المبنى ) و انتهاءاً بالصورة النهائية للمشهد المعماري و البنية المعمارية المتكاملة.
2- الخاصة الثانية تتمثل في الاختيارات التصميمية السليمة , وفي التوصل إلىالوحدة والانسجام ما بين المتطلبات والحاجات الوظيفية والجوانب الجمالية والروحية في الوقت نفسه .
3- تجاوز التناقضات التي تنشأ عادة ما بين جوانب العمارة الأساسية الأربعة 
(الوظيفة – الجمال – الإنشاء – الاقتصاد ).

ثانياُ - منهجية التصميم 
الصميم المعماري و مراحله ومنهجية التصميم المعماري , نظراً للخلفية الفنية والعلمية لعملية التصميم المعماري لا بد من إتباع منهجية (methodology) واضحة أثناء التصميم .فعملية التصميم المعماري تتعلق بالعديد من العوامل الذاتية والموضوعية ,التي تؤثر على النشاط التصميمي فالعوامل الذاتية تؤثر على سوية التصميم فهي:
1-يمكن أن تزيد من غناء التكوين وتكسبه طابعاً ولوناً معمارياً مميزاً.
2-كما يمكن أن تؤدي إلى ضعف واضح في التصميم وضياع طابعه المعماري.
وتتعلق العوامل الذاتية بالدرجة الأولى:
1- بكفاءة المهندس المعماري و معارفه ومهاراته المكتسبة.
2- كما تتعلق بملكته التصميمية ومدى قدرته على الحكم في المسائل المعمارية.
وويعتمد نجاح التصميم بالإضافة إلى العوامل الذاتية التي ذكرناها بجملة من الجوانب والأسس الموضوعية التي نلخصها بالنقاط التالية : 
1-الانطلاق في التصميم وفق تسلسل محدد يعتمد منهجية واضحة
- التعرف على متطلبات ومعطيات الدراسة 
- تحليل خصائص الموقع .
- ولادة الأفكار المعمارية .
- صياغة عدد من الاحتمالات التصميمية الممكنة .
- اختيار التصميم الأولي الأفضل.
2- بدء المعالجة التصميمية بتحديد المبادىء العامة والأساسية للتصميم والانتقال من ثم نحو المسائل الثانوية والجزئية.
3- العمل على تحقيق التوازن والانسجام بين الجوانب الأربعة الأساسية للتكوين , وتحديد أهمية كل منها وأولويته انطلاقاً من الموضوع التصميمي المحدد.
ففي المباني ذات الطابع الصرحي والتذكاري , يحتل الجانب الفني والجمالي الأهمية الكبرى بينما في حالة المباني الصناعية والإنتاجية فنجد الأولوية للجانب الوظيفي.

--> مراحل التصميم المعماري
يمر تصميم المشروع المراد إعداد دراسة معمارية له عبر عدة مراحل , وذلك حسب درجة التعقيد الوظيفي للمشروع وحسب كلفة المبنى وضخامته وكلفته.
1- الأبنية الصغيرة ذات الطابع المؤقت يمر تصميمها عبر مرحلة واحدة , هي مرحلة الدراسة المعمارية التنفيذية .
2- المباني ذات الوظائف متوسطة التعقيد تمر دراستها عبر مرحلتين اثنتين فقط هما مرحلة الدراسة المعمارية الأولية ومرحلة الدراسة المعمارية التنفيذية.
3- المباني والمجمعات المعمارية الضخمة ذات الوظائف الخاصة والأهمية الاستثنائية فيمر تصميمها عبر ثلاث مراحل هي مرحلة الدراسة المعمارية الأولية – مرحلة الدراسة التقنية – مرحلة الدراسة المعمارية التنفيذية بالنسبة للمباني من المجموعتين الثانية والثالثة يجب وضع البرنامج الوظائفي و شروط الدراسة قبل الدخول في مرحلة التصميم. 

شروط و معطيات الدراسة و البرنامج الوظائفي:
توضع شروط الدراسة ومعطياتها من قبل الجهة أو الجهات الممولة للمشروع أو تكلف الجهة الممولة للمكتب 
الدارس للمشروع أو مؤسسة اختصاصية أخرى بوضعها الهدف من شروط الدراسة وتحديد المعطيات الأساسية اللازمة للانطلاق في عملية التصميم وهي تتألف من( مذكرة توضيحية – المخططات والمصورات الضرورية للبدء بالتصميم) والمذكرة التوضيحية ويجب أن تحتوي على التالي:
1- معلومات أساسية و منطلقات عامة تحدد فيها:
( وظيفة الشروع وأهدافه ومبررات وجوده – دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع- الشروط التقنية والوظيفية والإنشائية – السعر التقريبي للأرض المخصصة للبناء – المعطيات المناخية والطبيعية لمنطقة المشروع - المساحة التقريبية والحجم التقريبي المتوقع للمبنى – الكلفة الأولية المتوقعة - وغيرها من المعلومات الضرورية).
2- البرنامج الوظائفي : ويقدم على شكل جداول بعناصر المشروع ومفرداتها الرئيسية والثانوية وأبعادها ومساحتها اللازمة.
أما القسم البياني فيتضمن المخططات والمصورات الأساسية التالية:
1- مصور طبوغرافي يحدد مناسيب أرض الموقع.
2- مخطط الربط (توضيح ربط منطقة المشروع مع المدينة). 
3- مخطط تنظيمي لمنطقة المشروع محدداً عليه (الصفة التنظيمية - وحدود الأرض المسموح البناء عليها - والارتفاع المسموح به للمبنى - الطرق و الشوارع المحيطة المناطق الخضراء الموجودة) وغير ذلك من المعلومات الضرورية.
- مرحلة الدراسة المعمارية الأولية ( التصميم المعماري الأولي ) تقسم مجازياً إلى ثلاث مراحل:-
مراحل جزئية على النحو التالي:-
1- مرحلة الأبحاث الأولية والتعرف على معطيات التصميم و تحليلها تبدأ هذه المرحلة باستلام البرنامج الوظائفي و البدء بتجميع انطباعات محددة حول الموضوع التصميمي. 
- دراسة وظائف النشاطات الإنسانية و طبيعتها في الفراغات المعمارية الداخلية للمبنى .
- على المصمم أن يقوم بزيارة مباني ذات وظائف مماثلة , و أن يتعرف علىطبيعة الأرض المخصصة للمبنى ووظائفها الطبوغرافية.
- تحديد العلاقات الوظيفية الرئيسية والثانوية بين العناصر المختلفة للمشروع.
- تنتهي هذه المرحلة بإعداد ما يسمى بالمخططاتالتحليلية والوظيفية للمشروع ككل ولكل من أقسامه ومفرداته.

2- مرحلة البحث الخلاق عن الأشكال التكوينية :- 
- يبدأ المصمم ببلورة تصورات أولية حول الأشكال التكوينية الممكنة للمسقط الأفقي والبنية الحجمية والفراغية للمبنى. 
- ومن ثم يقوم بمطابقة هذه الأفكار و الأشكال التكوينية مع المعطيات التنظيمية والعمرانية للموقع ( من استنتاج محاور للمشاة – وتحديد المواقع الأفضل لمداخل المبنى الرئيسية و الثانوية ).
- تنتهي هذه المرحلة بصياغة عدد من الاحتمالات التكوينية الممكنة للمبنى والمقارنة بينها وصولاً إلى الاحتمال التكويني الأفضل.

3- مرحلة صياغة التصاميم الأساسية :
- تبدأ الخطوط الأولى للتصميم بالوضوح و الظهور شيئاً فشيئاً,
- وتبدأ الرسومات المرسومة باليد الحرة بالتحول إلى تصاميم و رسومات محددة.
- كما تبدأ الرسومات بالتحول من مقياس إلى مقياس آخر طلباً لمزيد من الوضوح وللوصول إلى التفاصيل المطلوبة ويجب أن تنطلق الاهتمامات التصميمية هذه و منذ مراحلها الأولى مع أفكار إنشائية واضحة , إضافة إلى اختيار مواد البناء الأساسية الأكثر ملائمة مع النظام الإنشائي الذي تم اعتماده ومع الطابع التعبيري المبتغى كما يعتبر تنفيذ نموذج حجمي مصغر ( model) بالإضافة إلى الرسومات المنظورية و الأكسونومترية من الوسائل الهامة التي تعطي فكرة واضحة عن البنية الحجمية للتكوين المعماري.
ومن الأمور التي يجب أن يفرد لها اهتمام خاص أثناء مراحل الدراسة المعمارية المختلفة وسائط الإظهار والتعبير المعماري التي تستطيع فيما لو استخدمت بشكل صحيح من إبراز مكامن القوة التعبيرية في الأشكال التكوينية والتصميمية ويجب أن تتوج مرحلة الدراسة المعمارية الأولية بإعداد المخططات والتصورات التالية:
- مخطط الموقع العام (site plan ) يستخلص من المخطط التنظيمي ويقدمبمقياس( 1000/1 أو500/1) ويجب أن يتضمن على:-
حدود الأرض.
- كتلة المبنى أوكتل المباني المشكلة للمشروع.
- الوجائب الإلزامية ( obligatory lines).
- العلاقة مع العناصر العمرانية المجاورة.
- مداخل المبنى والطرق المحيطة بالأرض.
- كيفية الربط بين الطرق ومحاور المشاة الرئيسية والثانوية.
- مواقف السيارات ووسائط النقل المتاحه والمراد استخدامها.
- الأرصفة والمسطحات الخضراء.
كافة المساقط الأفقية لمستويات المبنى المختلفة بمقياس (200/1) (أرضي- أول-متكرر- قبو...).

4 - الواجهات الرئيسية والثانوية للمبنى بمقياس (200/1)

5 - مقاطع (section) إنشائية رئيسية طولية وعرضية في مواقع مميزة مختارة من المبنى بمقياس (200/1 أو 100/1). 
6 - منظور (perspective) يوضح الأفكار المعمارية والتكوينية أو رسم أكسونومتري (axonometric view) 
7- نموذج حجمي (model) بمقياس (1000/1 , 500/1 أو 200/1 يمثل فيه المبنى والنسيج العمران المجاور وجميع عناصر تنسيق الموقع من طرق وأرصفة ومواقف وعناصر خضراء تمثيلاً حجمياً بمقياس تحجيم مناسب.

--> الدراسة التقنية 
في هذه المرحلة يعاد تقييم و تحليل التصميمات المعمارية الأولية بشكل معمق ومن مختلف الجوانب ,وتتم في هذه المرحلة دراسة طبيعة التجهيزات التقنية الخاصة التي قد تحتويها بعض الفراغات المعمارية الداخلية للمبنى وخصائصها واحتياجاتها الدقيقة (مخابر – ورش – فراغات داخلية خاصة..) تقدم في هذه المرحلة المخططات المعمارية الأساسية نفسها التي قدمت في مرحلة الدراسة المعمارية الأولية مع الانتقال في المقياس من (200/1 إلى 100/1 ).

--> الدراسة المعمارية التنفيذية :

تتضمن كافة المخططات و التفاصيل اللازمة لتأمين الوضوح الذي يكفل تنفيذ المبنى بتفاصيله الدقيقة كما تحددها التصاميم ومنها ( مخطط الموقع العام – كافة المساقط الأفقية كافة واجهات المبنى الرئيسية منها والثانوية – عدد من المقاطع الإنشائية ) كما تقدم أجزاء من الواجهات أو المقاطع أو المسا قط الأفقية بمقياس أوضح (25/1 – 20/1 ) إضافة إلى العديد من التفاصيل المعمارية والإنشائية الضرورية بمقاييس مختلفة (10/1–5/1 –2/1 – 1/1 ) كما تتم المخططات التنفيذية بالأبعاد والكتابات التوضيحية وتبيين كافة الأبعاد الجزئية والكلية والأبعاد بين المحاور الإنشائية, كما في الصورة, كما توضع جداول الإكساء الخاصة بالأرضيات والجدران والأسقف وتحدد المناسيب والإرتفاعات على المقاطع والواجهات وغير ذلك من التفاصيل الضرورية.(منقول)